منتديات الشاعر المصرى عبداللطيف مبارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أدب . فن تشكيلى . كومبيوتر . جوال . فضائيات . أسرة وطفولة . إسلاميات
 
الرئيسيةlatifأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبداللطيف مبارك
Admin
عبداللطيف مبارك


عدد المساهمات : 888
تاريخ التسجيل : 07/04/2008

منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى Empty
مُساهمةموضوع: منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى   منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 10:58 am

منحــة الحيــاة

قصـص قصيرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



حبيـبتى
كانت مغرمة بشريط الدانتيل الذي يزين طرف فستانها. وكانت تحرص عندما نلتقي أن تضع زهرة حمراء في شعرها. وكانت كثيرا ما تسبقني ونحن نتمشى على مجرى النهر في الليل . تصفق وتقفز وأحيانا تأخذ في الجري على طول الضفة غير عابئة بأحد .

في إحدى المرات فوجئت بها تهبط إلى مجرى النهر وتخلع حذاءها ثم تنزل فى الماء وهى تصرخ وتضحك .

غضبت وبختها. قالت لي وهى تفارقني بأنها لم تفعل شيئا تستحق عليه اللوم . من يومها اختفت ولم أعد أراها . انتظرتها دون جدوى. درت حول بيتها أترقب ظهورها أياما طويلة .

في عصر أحد الأيام رأيتها تلعب مع مجموعة من البنات أمام مدخل البيت . لم تعرني انتباها وكأني غير موجود .

سألت نفسي هل أخطأت عندما غضبت منه ؟

ولماذا لم افعل مثلها وأنزل معها في الماء ؟



عـروسـتى
كنت سعيدا في حفل زفافي. كانت عروستى كنجمة ترتدى ثوبا أبيض طويلا براقا، وطرحة بيضاء تغطى رأسها وظهرها ،وقفازا أبيض وجوربا أبيض وحذاء أبيض، ولكنها كانت تضع نقابا أسود على وجهها .

حينما اختليت بها في حجرتنا ، حاولت تقبيلها وأنا أقول : مبروك حياتنا الجديدة .

عندما اقتربت منها قالت لي وهى تصدني بكلتا يديها :

ـ لا تلمس نقابي ولا تخلع قفازي .. ولا جواربي .



أبـو ســتة
حينما وصلنا إلى حجرتنا في الفندق استراح كل منا على سريره وأخذنا نخلع ملابسنا استعدادا للنوم .

كان يوما مرهقا ، ولم يكن هناك وقت للحديث، لذلك التزمنا الصمت .

ورغم أنى كنت أقابله كثيرا، إلا أنى لم ألاحظ أن له كفين عريضين مثلما رأيتهما في حجرة الفندق. وكانت الفرصة سانحة لأن أتاملهما .

رأيت في كل كف ستة أصابع، وكان الإصبع السادس ملتصقا بالإصبع الخنصر. رآني وأنا أنظر إلى كفيه فابتسم.

ـ قلت له: افرد أصابعك ..ففعل .

قال أن أمه خلال فترة الحمل تعودت أن تشترى حاجياتها من بائع متجول له في كل يد ستة أصابع .

ولما خلع جوربه رأيت عددا كبيرا من الأصابع في كلتا قدميه .

قلت لهـ وكيف رأت أمك قدميه ؟!

ضحك وقال ـ لقد كان البائع المتجول حافيـا .



مقبــرة وسـط الشـارع
كنت أمر بسيارتي من شارع جانبي مساء أحد الأيام، فرأيت تحت ضوء السيارة كلبا ميتا مبقور البطن وسط الشارع .

بعد أيام مررت بسيارتي من نفس الشارع فإذا بي أكتشف أن الكلب الميت ما زال موجودا في مكانه، لكنه كان اكثر انتفاخا ويبدو أن بعضهم ممن يمرون في الشارع قد اكتفوا بإلقاء كومة من التراب فوقه حتى يحموا أنوفهم من رائحة العفونة .. فلاح لي عاليا ملفتا للنظر .

وذات يوم كنت أمر بالقرب من الشارع فتذكرت الكلب وسرعان ما اتجهت بسيارتي إلى مكانه، لكنى لم أجد سوى كومة صغيرة من التراب وسط الشارع ولا شئ آخر .



النفــس الأخــير
رأيت نفسي نائما على جنبي في فراشي وقد أيقظني صمت مفاجئ له صوت كالهسيس ترتعد له الأذن. وسرعان ما أدركت أن هذا الصمت شامل وأن الجميع يسمعونه ويقعون تحت تأثيره .

وبدا وكأن الوجود قد كف عن التنفس. أيقنت أنه ربما يكون اليوم الأخير، حيث تتوقف حركة الكون ويتوقف الزمان .

وكان حدسي في محله، إذ انفجر زجاج لنافذة وباب الشرفة وتحول إلى شظايا من زجاج مختلطة بقطع الخشب ملأت الحجرة وغيرت معالمها ,

ومن خلال الثغرة المغبرة في الجدار رأيت الأشياء والكائنات معلقة في فضاء أصفر قاتم ، وكان ثمة دمدمات قوية ملأت الفضاء مصحوبة بضوء مبهر ورياح صفراء شديدة القوة اقتحمت البيوت من أبوابها ونوافذها وجدرانها ، واقتلعت كل ما هو قائم وثابت فوق الأرض .

قلت في نفسي وأنا نائم مكاني: أين المفر ما دام الأمر هكذا ، فلا داعي لمغادرة مكاني والانطلاق للخارج .

فلتكن النهاية هنا على فراشي .

انتظرت وأنا أتنفس بعمق مفتوح العينين وظللت هكذا فترة طويلة وأنا واعيا تماما بنفسي منتظرا النفس الخير .



الميـتــون
انتظرت الموت في القبر زمنـا طويلا
فلما مللت من الانتظار ركلت القبر بقدمي

وخرجت، فوجدتهم جميعا فوق الأرض ميتين .



المنحة العظـيمة
واتذكرنى وأنا واقف أما باب بيت أعرفه بالتأكيد . كنا نقف بجوار المدخل وكان الآخرون يملأون الشارع والحزن يخيم على الجميع ، وكانت وجوههم تتطلع إلى بداية الطريق في انتظار وصول سيارة ، بينما كان الجو مشحونا بأصوات النحيب .

عندما وصلت السيارة وفتح بابها ، أدخلت رأسي في صالونها حيث المقاعد الخلفية فوجدتها هناك في الركن ملفوفة في ملاءة سرير وكان جسدها منزلقا أسفل المقعد متأثرا بهزات السيارة طوال الطريق .

واتذكرنى وأنا أمد يدي حاملا جسدها فاقدا الحياة على ذراعي مجتازا بها المدخل صاعدا بها السلم درجة درجة ،وجسدها يزداد ثقلا وقدماها العاريتان تضربان في كل مرة سور السلم. كنت أشعر بجسدها ثقيلا كثيفا مستسلما لذراعي المشدودتين وكان ما زال دافئا . وكنت أسأل نفسي: كنت تحلم بها دوما وتتمنى قربها ، وها أنت تحملها جسدا بلا روح .

ازداد النحيب، ولم يعد في الإمكان كتمانه فانطلق عويلا في بئر السلم وتصاعدت الأصوات المدمدمة غير مصدقة حتى الدوار العليا ، والوجوه الباكية الناحبة تطل من أعلى، تتابعني في جنون دون أن يجرؤ أحدهم الاقتراب منى أو لمس جسدها وأنا أصعد بها السلم بينما جسدي يهتز ويرتعد .

عند باب حجرتها تركوني لأدخل وحدي وهى ما تزال بين ذراعي ، وعند السرير لم أتمالك نفسي وأنا أحاول أن أوسدها الفراش فانزلقت من فوق ذراعي وتدحرجت على السرير بينما فقدت توازني فسقطت فوقها .

انحسرت الملاءة وكشفت عنها فوجدت وجها راضيا باسما لم ترتسم عليه ملامح الموت بعد، وشعرا ما زال يحمل رائحة الماء والصابون، ملتمعا ومفروقا من المنتصف .

قمت من فوقها مستندا على كتفيها ، كان وجهي قريبا من وجهها ولو كانت حية لشعرت بسخونة أنفاسي على بشرتها ، قبلتها في شفتيها قبلة خفيفة رقيقة وابتعدت عنها بسرعة، إذ كنت أخشى ان تفتح عينيها فجأة أو أن تتحرك شفتاها .

كانت مسترخية على الفراش في استسلام وطرف قميص نومها مرفوع فوق ركبتيها. أسدلت القميص على ساقيها وأنا أعاتبها لأنها لم ترض بي ولم تستسلم إلا بعد فوات الأوان. وقفت بجوار الفراش أبكى بحرقة وأنا وحدي معها في الحجرة .

أتذكرني في هذا الموقف في وقت ما وفى ظرف ما، حدث، وكأن شخصا ما مسحه من شريط حياتي أو هو على وشك الحدوث ، كنت أبحث عنها بعيني وقلبى، وأقول ها هي ذي لكنها في كل مرة لا تكون هي إنما إنسانة أخرى عابرة . وظللت في كل حين أتساءل عن التي أحببتها ثم حملتها بين ذراعي جثة هامدة لا تشعر ولا تستجيب حتى خجلت أن أسأل عنها إنسان، وأضمرت في نفسي ان أظل على حبي لها دون أن اعرف حقيقة مشاعرها نحوى، وان أبكى لفراقها دون ان التقى بها .

فأنا أعرف أنها إذا لم تظهر لي فسوف تعود بعد حين، إذ ستكون الشمس قد امتصت جثتها وذبذباتها ضمن ما تمتصه من الجثث الأخرى تحت الأرض، وكل الأشياء الميتة على وجه الأرض من حيوان ونبات وجماد، من فوق الجبال ومن أعماق البحار والمحيطات، تمتصها، تشفطها إلى أعلى لتغذى بها نفسها ولكي تظل حية متألقة لتهب لنا مع كل طلعة ضوء منحتها العظيمة: الحياة .

***** ****** ******


عدل سابقا من قبل عبداللطيف مبارك في السبت مايو 24, 2008 5:59 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://latifmoubarak.yoo7.com
السيد حنفي

السيد حنفي


عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 19/04/2008

منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى   منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى I_icon_minitimeالسبت أبريل 19, 2008 3:28 am

الميـتــون
انتظرت الموت في القبر زمنـا طويلا
فلما مللت من الانتظار ركلت القبر بقدمي

وخرجت، فوجدتهم جميعا فوق الأرض ميتين .

انه الراوي يكتب بعفويته المعهودة فتنساب الكلمات هادئة ثائرة صامتة زاعقة
تحية لأديبنا الكبير مع باقة حب يستحقها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منحــة الحيــاة للأديب محمد الراوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر المصرى عبداللطيف مبارك :: المنتدى الأدبى العام :: منتدى القصة القصيرة-
انتقل الى: