[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]** انطلقت السيارة عند الفجر وضجيجها يعلو على كل صوت ، بدأ الصمت يلف الجميع وإن كانت عيونهم ترنو للخلف إلى حيث المدينة التى يتركونها رغما عنهم ، الوحيد الذى لم يلتفت خلفه كان هو ! بصره مثبت على الطريق أمامه كأنما يحاول أن يقرأ المستقبل ، ها هو يرحل من المدينة مع آلاف آخرين بعد أن زحفت عليهم جحافل الخنازير تدوس الأرض وتلتهم كل شيء فى طريقها .
* لا تقلقـوا .... يوما واحدا فقط وأشهر مطربينا سيقيم حفلته فى التل الشهير !سنلقنهم درسا لن ينسوه ؟!
هكذا قيل لهم قبل زحف الخنازير .
تدمع عيناه عندما يرى بخياله " فاطمة " وهى تحتمي بالمسجد من البركان المتفجر حولها ، وكيف كان يصيح بها " لا تخافي يا فاطمة " ، ولكن مع ضياع صوته فى صخب البركان تضيع فاطمة ؟!
وقوف السيارة المفاجئ يوقف خياله .
* سنقضى الليل هنا .. ممنوع السير الآن .. هكذا قال السائق .
ينزل من السيارة مع النازلين ، يفترش – منفردا - الأرض متكئا على صخرة صغيرة ، يتذكر " فاطمة " عندما كانا يلهوان عند البحر ، يجمعان أصداف الشاطئ وهى تسأله :
* أتحبني ؟؟
* أعشق ظلال ضحكاتك!
فتضحك ويصمت هو لتعود وتسأله: منذ متى ؟
* وأنت ما زلت سرا فى ضمير الغيب !
* إذا فرقت بيننا المسافات.. أتنساني ؟
* عيناك وطني .. فكيف أنسى عنواني !!
مع قرب بزوغ الشمس ينتزعه النداء بالرحيل من ذكرياته ، فيمضى تجاه السيارة وهو يتأمل آثار أقدامه خلفه ، كلاهما يتوه ، آثار أقدامه فى الرمال وهو فى الغربة .
تمت ،،،
عبد الرحمان أبو عريف