منتديات الشاعر المصرى عبداللطيف مبارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أدب . فن تشكيلى . كومبيوتر . جوال . فضائيات . أسرة وطفولة . إسلاميات
 
الرئيسيةlatifأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اثارة الدهشة ومداعبة الخيال دراسة : صالح الغازي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح الغازي




عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 09/04/2008

اثارة الدهشة ومداعبة الخيال    دراسة  : صالح الغازي Empty
مُساهمةموضوع: اثارة الدهشة ومداعبة الخيال دراسة : صالح الغازي   اثارة الدهشة ومداعبة الخيال    دراسة  : صالح الغازي I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 16, 2008 7:37 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[i][b]
إثارة الدهشة ومداعبة الخيال
قراءة فى مجموعة بنت عمرها عشر دقائق لرحاب ابراهيم
صالح الغازي
بنت عمرها عشر دقائق مجموعة قصصية للكاتبة د. رحاب إبراهيم صدرت عن دار الكفاح للنشر والتوزيع،معبئة بالحب والحلم والأمل والقلق والانتظار والبحر والزمن ...و تتميز بتقنية سردية واعية تتمحور فى ثلاثة اتجاهات.
1- جمل اوعبارت أو رؤى معانيها تميل للأسطورية !تتركز في قصص(إسعاف / تحولات / وصول ...)
2- طريقة الحكى بإثارة الدهشة والمفارقة كما فى ( عالقا فى كفوف الاخرين /حكاية عادية لربة منزل / اشياء صغيرة ..)
3- الحكاية والرمز فى ( حكايات الليالى / بنت الحياة /اثر / التنوره / مدينة / الرخ / الصمت )
وبقراءة المجموعة نجد ( القسم الأول تسعة قصص بعنوان بنت عمرها عشر دقائق)
فى قصة (إسعاف) " عيناك على زجاج النافذة المغلقة فى وجه العاصفة " هل تغلق النافذة فى وجه العاصفة ؟ انه احتجاج على ما تصنعه العاصفة ...وتداعب خيالنا كذلك " الشمس نقطة صفراء باهتة تتوسط الملايين من ذرات الرمال " لتكون الشمس مجرد نقطة غير مؤثرة ...فالمفردات تستعمل كأدوات بشكل مختلف وقد أوردت مقياس مختلف للزمن " مضى الوقت بطيئا بمعدل اغنية فيروزية لكل عشرين اغنية صاخبة "
و يعتمد البناء السردى المدلول المختلف لكل عبارة حتى يستقر فى النهاية معنى عام فالعبارة الأولى " الحادثة فى مكان كهذا لا يمكن ان تمر ببساطة لان المصاب لابد ان يمت لك بصلة ما فهو ابن او صديق .." فيفهم من ذلك ان المكان هو مشفى لقرية صغيرة وعبارة " ستكون امى الان تغسل الاطباق وابى فى المسجد وانا احن الى خبز امى ومطر مدينتى " فيفهم من ذلك معاناه من الابتعاد عن الاهل والحنين ، المكان صحراوي جاف ؛ المعانى دائما تختبئ فى عبارة مكثفة
وبنفس البنية السردية قصة( تحولات )عن معاناة الوحدة والقلق والصمت وعدم الثقة " اعتدت الوحدة والسفر واعتدت مشاكسة الأماكن واليأس " و" لم يكن القدوم طموحا.. بالتأكيد كانت اخر الرايات " و " فى قريتك البعيدة تهبط الارض فجأة مرة كل سنة لتبتلع عددا من البيوت " سبب البعد هو الكوارث السنوية التى تحدث بشكل عادى .
وتتحول هنا البنية السردية من الجمل والعبارات المعبئة بالخيال الى حكاية مدهشة حيث تعلق الرأس فى السقف " رأسك الشارد خلف السماء ينزل الآن ، سقف الحجرة .. تثبت رأسك فى اعلى نقطة يمكن الوصول اليها ، تغادر كل صباح وتتحول " الى مأساة طائر يفقد ريشه اى انه لم يستطع الطيران ..الخ والمجهول والارهاق " لم يمر وقت طويل حتى ارهقك المشى فانحشرت لاول مرة داخل حافلة " وحين يقابل الطائر شبيه له يرشده للبحر وتنتهى القصة " ما زلت ترقد" وانتظار ان ينبت الريش أما الرأس فما زالت معلقة فى السقف .
وقصة( اشياء صغيرة ) حيث بنية سردية مدهشة " الاشياء التى يرتديها الاطفال لتجعلهم يبدون اكبر سنا هى حقا ما يجعلهم اطفالا صغارا " وتتقابل كاريكاتورية لبس الاطفال للساعات / النظارات.. مع افعال الكبار" ساعة اخري تقبض عقاربها على يده متقافزة دون انذار ليظل فى تساؤل دائم كم بقى لى .... " و" الاتصالات والفواتير والاوراق النقدية التى يسهر عليها طول الليل يفردها على الطاولة امامه فى شريط طويل محاولا مطه يمينا ويسارا ليغطى الشهر "
وتنتهى القصة باحالتنا الى مستوى اعمق فالأشياء الصغيرة استبدلت بمئات الحماقات التى يرتكبها الكبار يوميا والكبار يتصنعون براءة الصغار !
وقصة ( بنت الحياة ) تعتمد على رؤية مداعبة للخيال والرمز المتقن فالبنت أبحرت إلى مدينة بلا الوان " احست بالصدأ يملأ عينيها " ونلاحظ الشمس الغائبة في قصصها ؟
" الشمس الرمادية " " كانت الملابس تقطر الوانها على ارضية الخزانة قطرة قطرة .. حاولت البنت ان تمسح القطرات وتحتفظ بها لكنها كانت تتحول بسرعة إلى الأبيض" أنها رسمت العالم حولك قطعة شطرنج / رؤية لتجربة الوحدة والتفرد فى الحياة والبنت ترفض الاستسلام "تضطر إلى إغماض عينيها حين تأكل حتى لا ترى التفاح الاسود والعنب الابيض والمانجو الرمادية "
انها صراع الحياة والطموح فتصعد السطوح لتشفط الألوان لتعيدها مرة اخرى فهى الوحيده التى تملك المعرفة وكل من حولها لا يعون وتنتهى القصة مثل (تحولات )على الانتظار .
وقصة (الطريقة التى رحلت بها ) التشابه في الابتسامة والحيوية والبراءة بينها أيام ما كانت طالبه وبين الممرضة الباسمه والتقاطات لها مدلول يتعدى العبارة "يداها كانتا تختصران شخصيتها فيدها اليمنى ذات الأظافر المقصوصة وغير المطلية كانت يد ممرضة ماهرة اما يدها اليسرى ذات الاظافر الطويله والمطلية بعناية فكانت يد سيدة جميلة " العلاقة بين الممرضة والطبيبة هنا أعلى ما يكون من الانسانية حتى انها لا تعترض فى نهاية القصة على سفر الممرضة المفاجئ انما المسألة انها تريد رحمة الفقد فالممرضة رحلت لتكون بجانب زوجها الذى اصيب فى حادث.
اما قصة( بنت عمرها عشر دقائق ) فالجمل مركزة بالخيال والانسانية الشفافه من التواصل مع بائعة الورد التى تشبه سان ستيفانو الذى تغير حاله وترحمها على زمن النبلاء ومسامرة الساقى والتغنى مع الصديقات باغنية دافئة لنسيان الواقع ويشترك المكان فى المقطعين الثانى والثالث " سيدى جابر اقرب شاطئ للناس الذين لا يملكون بيتا فى الاسكندرية "والجموح فى التفكير " مع شريط افكار اطول من الكورنيش"
وتختلف المعاني وتتقابل ليكون معنى العطف على الحيوان من " كائن ضعيف "الى " كائن مشرد وضيع " ويصعد الرمز هنا الى الانسان ليكون هو الكائن المشر د الوضيع لانه يجري وراء مصلحته . هذه هى رؤيتها للفرد اما المجموع " وعندما اتفحص فى وجوه الناس من حولى اراهم وكأنهم خارجون للتو من قطار الصعيد المحترق وعلى وجوههم اثار الفجيعة والحمد المستكين لانهم ما زالو على قيد الحياة "
و المقطع الثالث رؤية عن طبيعة الحياة التى توهمك ثم تتركك لحقيقتها الغامضة والقصة عموما غير متوقعة لمن يستسهل ويبحث عن العشر دقائق .
اما (قصة حكايات الليالى) وهى قصة رمزية فقد استعمل النوم للتعبيرعن الحاله كأنه مؤشر الصحة او مؤرخ للحياة !
1- القلق " اريد ان يفاجئنى من الخلف فاسقط " حين اصحو منكفئة على وجهى اكتشف انى نمت "
2- الهيام " ينساب النوم بنعومة اتيا عبر اغانيه"
3- الاطمئنان بالحب " الآن أسير نحو الفراش بخطا هادئة "
4- الابن المقبل نحو الحياه والام التى تدخر طاقتها للتشبث بالحياة " اهدأ يا صغيرى فما زال امامك الكثير ... عمر لا يحب النوم وحين يشعر بنفسه نائما يمد يديه ورجليه بعنف كانما يطرد النوم "
وقصة (عالقا فى كفوف الآخرين ) تعتمد على المفارقة حيث المقارنة بين وضعين الذهاب للتصوير الفوتغرافى وما يسبقه من وضع ماكياج وتجهيزات .......وبين التقاطها من الجوال وإرسالها بالبلوتوث إلى الجميع في لحظة كنوع من العبث وتتركنا نهاية القصة امام عبارة محكمة " الناس اصبحوا مشغولين كثيرا بالصور عن انهم يعيشون "
و( حكاية عادية لربة منزل أليفة ) لقطات لها مدلولاتها المختلفة حتى يرسخ فى الخيال معنى " زوجها القط السمين " و "علقت ملابسها وملابس العيال وابى العيال فى حفله يومية لا تنتهى " حفلة الغسيل." تجلس على حافة الكتلة الاسمنتية المتبقية من اخر عملية ترميم للسقف "إشارة لاستمرارية الحياة....تنظر أمينه لجسدها المترهل – وتتذكر الولد ذا القميص والبنطال الضيق الذى كان يصفر لها كلما مرت به " التحسر على شبابها الضائع ! .. الخ
و( القسم الثاني يضم عشرة قصص بعنوان الجانب الآخر) تتميز بالبساطة وعمق الرأي واللقطات المدهشة فقصة (وصول )فيها حالة الأذن والعين فى المطار "اذناك جهازا استقبال يلتقطان لهجة بلدك من هنا وهناك .... عيناك تسجلان الاعلانات " ورأي يستحق الأعجاب " انت هنا مثبت على افيش فيلم ابيض واسود" والعبارة المحكمة " كل هذا الترقب فى العيون يجعلها عمياء تقريبا " كم مررنا بصالات الوصول وكم شعرنا بهذه المشاعر التى تصيغها الكاتبة بوعي فريد.." المسافرون لأول مرة بحقائبهم البسيطة وتلفتهم الدائم والحرج الخفى الذى يتواثب حول خطاهم فتتعثر ... والمعتادون على السفر بكبرياء من يطلب ثمنا لمراراته القديمة " و مع عمق الرؤيه فان الراصد هنا وحيد ويلتزم فى تعبيراته الحياد والرسمية بنبرة تدعونا للأسف عليه.
وقصة( أثر ) لشخص متعجل داس بالخطأ مخلفا-فى وجهة نظره -علامة صغيرة قد نسيها وانتهت من حياته لكن الناظر للبقعة يجدها اثر كبير وخطأ واضح أخل بشكل المكان دون اهتمام صاحب الأثر و( قصة التنورة ) راقص التنورة فى حلقات الذكر رمز للوحده التى تلبس رداء الصفاء الروحى "وطنك يتبدل كل خطوة ليصبح المساحة التى يشغلها حذاؤك فهل جربت ان تغمض عينيك وتتجاهل ما تعرفه عن احداثيات المكان "
قصة ( مدينة ) فالمدينة :الطمأنينه والرعاية والرحمة والغفران " المدينة التى بدلت لها معطفها بيدى هاتين وربت على قلبها وقبلت جبينى ..." وتفاصيل للحب الشديد حيث يجرى فى عروقها بحرها الازرق يسبح فيه الاطفال ويتقاذفون الكرة ويبولون فيه.... وكأنها تغفر لها اي شئ ؟وتوضح ان كل طلبها من المدينة ان لا يدق الوافدون الى شواطئها المظلات فى رأسها... وكأنها تتحفظ على وفودهم ..قد تكون علاقة خاصة بالمدينة او رمز للأم والسكن .
وقصة ( حركة ) فيها رؤية تجريديه عميقة تصلح مثل لمستويات عديدة حيث رصد للداخل والخارج ... لو تخيلنا باب نصف مفتوح ..الخارج المار بالطرقات : يحملقون لا يقصدون المضايقة انما يبحثون عن حكاية للغد / فضيحة
والخارج : اعينهم معلقة بفوهة الباب متربصين لأى حركةعابرة يلوكونها فى وحدتهم الطويله بين الجدران .
وقصة ( الجانب الآخر ) شعور الأمومة وعالم اسطورى يكمل الواقع "إذ أشعل سيجارتي تتوهج نجمة وتستحيل الشرفة مركبا شراعيا"
أما نصوص الشاعر اوفيدن( من اوفيد) تصرف لإشعاره التي ألهمت العديد من الفنانين والادباء على مر العصور والتي تسرى كالحكم فمثلا اعتبار الحياة أوسع من تجربة الفقد او التعلق بانسان " اذا وجدت وشاح حبيبتك ملطخا بدم فلا تقتل نفسك "
ودعوة للاعتدال وعدم الخلط " لا تقارب الاشياء فتكشف كل خباياهاولا تبتعد كلية فتعتريها البرودة والغموض"وعن الرخ والحلم أن يأتي المستحيل للإنقاذ ولا يأتي .
وقصة (الصمت ) فيها صعوبة الحياة فالبحر متسخ والصمت مفروض وتحذر من خطورة الصمت فالكلام غير مجدى لانه" لعاب يلفظه الفم ويوزعه" ...وتنهى ذلك بعبارة معبأة بالأمل واليأس معا " اعكف على تصنيع مطرقة ضخمة لأمكن الحقيقة من التنفس بارتياح "
وتنتهى المجموعة بقصة ( مشاكسة ) نص عزب وشقي في حواريه بين الحبيب والحبيبة الوله والمشاكسة فهي " قلبي ورقة توت.. استمتع بوجودى معك حتى وانت بعيد..لماذا تلح على هكذا ...ان عينى المشتعلتين غير مشتعلتين ....اختبئ منك وارمقك بحذر ...انى اطبق كتفى وانسحب ..."
وهو " لماذا تلبسيننى / تتسلقين داخلى تحاولين تطلى من عينى ....احب ان انطق اسمك ....اريد ان اقول تعبيرات عنك جديده...اخذة فى التوغل والانصهار ...راسي بحر وبقلبي غريق وعيناك سمكتان تلهوان بروحى ... قلبى صهد وهى ترقص وترحل )
وبعد هذه القراءة يتضح أن للكاتبة رؤى تسعى جاهدة لتوصيلها للمتلقي بأساليب وتقنيات وخيالات مبدعة وواعية .
فهذه هى المجموعة الثانية لها حيث صدرت المجموعة الأولى عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية بعنوان( شباك متحرك ) وتمنياتى بالتوفيق فى كتاب جديد يضاف للادب العربى .

[/b][/i]صالح الغازي
كاتب مصري



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

هذه الدراسة نشرت فى جريدة المدينة السعودية

ملحق الاربعاء الثقافى 21 مايو 2008





[/size][/b][/i][/b][/i]
[/center]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اثارة الدهشة ومداعبة الخيال دراسة : صالح الغازي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر المصرى عبداللطيف مبارك :: المنتدى الأدبى العام :: منتدى الدراسات الأدبيه والنقدية-
انتقل الى: