منتديات الشاعر المصرى عبداللطيف مبارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أدب . فن تشكيلى . كومبيوتر . جوال . فضائيات . أسرة وطفولة . إسلاميات
 
الرئيسيةlatifأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من فتاوى السياسة الشرعية الإمام صالح بن فوزان الفوزان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبداللطيف مبارك
Admin
عبداللطيف مبارك


عدد المساهمات : 888
تاريخ التسجيل : 07/04/2008

من فتاوى السياسة الشرعية الإمام صالح بن فوزان الفوزان Empty
مُساهمةموضوع: من فتاوى السياسة الشرعية الإمام صالح بن فوزان الفوزان   من فتاوى السياسة الشرعية الإمام صالح بن فوزان الفوزان I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 23, 2008 7:47 am

السؤال السادس عشر : هل مناهج الدعوة إلى الله توقيفية أم اجتهادية ؟

الجواب : مناهج الدعوة توقيفية ، بيّنها الكتاب والسنة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا نُحدث فيها شيئا من عند أنفسنا ، وهي موجودة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإذا أحدثنا ضِعنا وضيّعنا . قال عليه الصلاة والسلام : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» .

نعم جدّت وسائل تُستخدم للدعوة اليوم ، لم تكن موجودة من قبل ، مثل : مكبرات الصوت والإذاعات والصحف والمجلات ، ووسائل الاتصال السريع والبث الفضائي ، فهذه تسمي ( وسائل ) يُستفاد منها في الدعوة ، ولا تُسمى ( مناهج ) ؛ فالمناهج بيّنها الله تعالى بقوله :  ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن  وقوله تعالى :  قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني  ، وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة بمكة والمدينة ما يُبيّن مناهج الدعوة  لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة  .

السؤال السابع عشر : هل يجب على العلماء بيان خطر التحزب ، وخطر الانقسام والتفرق والجماعات ؟

الجواب : نعم ، يجب بيان خطر التحزب ، وخطر الانقسام والتفرق ليكون الناس على بصيرة، لأنه حتى العوام ينخدعون ، كم من العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنها على حق ؟.

فلا بد أن نبيّن للناس - المتعلمين والعوام - خطر الأحزاب والفِرق : لأنهم إذا سكتوا قال الناس : العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه ، فيدخل الضلال من هذا الباب ، فلا بد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور ، والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين ؛ لأن العوام مع سكوت العلماء يظنون أن هذا هو الصحيح وهذا هو الحق .

السؤال الثامن عشر : ما هو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة ، وسماع أشرطتهم ؟

الجواب : لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ، ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يردّ عليهم ويُبيّن ضلالهم . أما الإنسان المبتدئ ،وطالب العلم ، أو العامي ، أو الذي لا يقرأ إلا لأجل الإطلاع فقط ، لا لأجل الرد وبيان حالها ،فهذا لا يجوز له قراءتها ؛ لأنها قد تؤثر في قلبه وتُشبّه عليه فيصاب بشرها . فلا يجوز قراءة كتب أهل الضلال إلا لأهل الاختصاص من أهل العلم للرد عليها ، والتحذير منها .

السؤال التاسع عشر : كيف يمكن تعامل الشباب المبتدئ مع المبتدعين وأصحاب الأفكار الهدامة والعقائد الضالة ؟

الجواب : الشباب يتجنبون المبتدعين ، وأصحاب المناهج الهدامة والأفكار الضالة ، يبتعدون عنهم وعن كتبهم ، ويلتزمون أهل العلم والبصيرة ، وأهل العقيدة السليمة ، ويتلقون العلم عنهم ، ويجالسونهم ، ويسألونهم.

أما أصحاب البدع والأفكار الهدامة ، فيجب على الشباب الابتعاد عنهم ، لأنهم يسيئون إليهم ، ويغرسون فيهم العقائد الفاسدة والبدع والخرافات ، ولأن المعلم له أثره على المتعلم؛ فالمعلم الضال ينحرف الشاب بسببه ، والمعلم المستقيم يستقيم على يديه الطلبة والشباب ، فالمعلم له دور كبير ، فلا نتساهل في هذه الأمور .

السؤال العشرون : أرجو توجيه نصيحة للطلاب المبتدئين ؟

الجواب : نصيحتي لطلاب العلم المبتدئين : أن يتـتـلمذوا على العلماء الموثوق بعقيدتهم وعلمهم ونصحهم ، وأن يـبدءوا بالمختصرات في العلوم ويحفظوها ، ويتلقوا شرحها من مشايخهم شيئا فشيئا ، وخصوصا المقررات المدرسية في المعاهد العلمية ، والكليات الشرعية ؛ ففيها من المقررات العلمية المتدرجة لطالب العلم شيئا فشيئا الخير الكثير . وإن لم يكن الطالب ملتحقا بهذه المدارس النظامية ، فعليه أن يلتزم الحضور مع المشايخ في المساجد ، سواء في الفقه ، أو النحو ، أو العقيدة ، وهكذا .

أما ما يفعله بعض الشباب الآن ، وهو أنهم يبدءون بالمطولات ، أو يشتري أحدهم كتبا ، ويجلس في بيته يقرأ فيها ويطالع ، فهذا لا يصلح ، وما هذا بتعلم ، بل هذا غرور .

وهذا الذي أدى ببعض الناس بأن يقول في العلم ويفتي في المسائل بغير علم ، ويقول على الله بغير علم ؛ لأنه ما بني على أساس . فلا بد من الجلوس أمام العلماء في حلق الذكر ، ولا بد من الصبر والتحمل ، وكما قال الشافعي - رحمه الله - :

ومن لم يذق ذُلّ التعلم ساعة ----- تجرّع كأس الجهل طول حياته

السؤال الحادي والعشرون: من هي الفرقة الناجية المنصورة في هذا العصر؟ وما صفاتها وسمـاتها ؟

الجواب : الفرقة الناجية المنصورة في هذا العصر وإلى قيام الساعة هي التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها لما سئل عنها ، حين قال : « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ،كلها في النار إلا واحدة قالوا : من هي ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » ، وقال عنهم الله سبحانه وتعالى :  والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 

من صفات هذه الفرقة : أنها متمسكة بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

ومن صفاتها : أنها تصبر على الحق ولا تلتفت إلى أقوال المخالفين ، ولا تأخذها في الله لومة لائم ، قال صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك » .

ومن صفات الفرقة الناجية المنصورة : أنها تحب السلف الصالح وتثني عليـهم ، وتدعو لهم ، وتتمسك بآثارهم . ومن صفاتهم : عدم تنقصهم لأحد من السلف ، سواء الصحابة أو من بعدهم .

ومن علامات الفرقة المنحرفة : أنها تبغض السلف ، وتبغض منهج السلف ، وتُحذّر منه .

السؤال الثاني والعشرون : كيف تكون المناصحة الشرعية لولاة الأمور ؟

الجواب : مناصحة ولاة الأمور تكون بأمور منها : الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة ؛ لأنه من السنة الدعاء لولاة أمور المسلمين، ولا سيما في أوقات الإجابة ، وفي الأمكنة التي يُرجى فيها إجابة الدعاء ، قال الإمام أحمد : " لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان " . إذ في صلاح السلطان صلاح للمجتمع ، وفي فساد السلطان فساد للمجتمع .

ومن النصيحة لولاة الأمور : القيام بالأعمال التي يسندونها للموظفين . ومن النصيحة لهم : تـنبيههم على الأخطاء والمنكرات التي تحصل في المجتمع ، وقد لا يعلمون عنها ، ولكن يكون هذا بطريقة سرية فيما بين الناصح وبينهم ، لا النصيحة التي يجهر بها أمام الناس ، أو على المنابر ، لأن هذه الطريقة تـثير الشر ، وتحدث العداوة بين ولاة الأمور والرعية .

ليست النصيحة أن الإنسان يتكلم في أخطاء ولاة الأمور على منبر أو على كرسي أمام الناس ، هذا لا يخدم المصلحة، وإنما يزيد الشر شرا . إنما النصيحة أن تـتصل بولاة الأمور شخصيا أو كتابيا ، أو عن طريق بعض الذين يتصلون بهم ، وتبلغهم نصيحتك سرا فيما بينك وبينهم .

وليس من النصيحة أيضا : أننا نكتب نصيحة وندور بها على الناس ، أو على كل أحد ليوقعوا عليها ، ونقول : هذه نصيحة ، لا ، هذه فضيحة ؛ هذه تعتبر من الأمور التي تسبب الشرور ، وتُـفرح الأعداء ، ويتدخل فيها أصحاب الأهواء .

السؤال الثالث والعشرون : سماحة الشيخ : أنتم وإخوانكم العلماء في هذه البلاد سلفيون - ولله الحمد- ، وطريقتكم في مناصحة الولاة شرعية كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم - ولا نزكي على الله أحدا - ، ويوجد من يعيب عليكم عدم الإنكار العلني لما يحصل من مخالفات ، والبعض الآخر يعتذر لكم فيقول : أن عليكم ضغوطا من قبل الدولة ، فهل من كلمة توجيهية توضيحية لهؤلاء القوم ؟

الجواب : لا شك أن الولاة- كغيرهم من البشر - ليسوا معصومين من الخطأ ومناصحتهم واجبة ، ولكن تناولهم في المجالس وعلى المنابر يُعتبر من الغيبة المحرمة ، وهو منكر أشد من المنكر الذي يحصل من الولاة، لأنه غيبة ، ولما يلزم عليه من زرع الفتنة وتفريق الكلمة والتأثير على سير الدعوة . فالواجب إيصال النصيحة لهم بالطرق المأمونة ، لا بالتشهير والإشاعة ، وأما الوقيعة في علماء هذه البلاد ، وأنهم لا يناصحون ، أو أنهم مغلوبون على أمرهم ، فهذه طريقة يُقصد بها الفصل بين العلماء وبين الشباب والمجتمع ؛ حتى يتسنى للمفسد زرع شروره ، لأنه إذا أسيء الظن بالعلماء فُقدت الثـقة بهم ، وسنحت الفرصة للمغرضين في بث سمومهم .

وأعتقد أن هذه الفكرة دسيسة دخيلة على هذه البلاد وأهلها من عناصر أجنبية ، فيجب على المسلمين الحذر منها .

السؤال الرابع والعشرون : هل من خالف الفرقة الناجية ، الطائفة المنصورة في مسألة الولاء والبراء أو في مسألة السمع والطاعة لولاة الأمور ، برّهم وفاجرهم ما لم يؤمروا بمعصية ، يخرج منها ، مع موافقته لهم في باقي مسائل العقيدة ؟

الجواب : نعم ، إذا خالفهم في شيء ووافقهم في شيء ، فإنه لا يكون منهم فيما خالفهم فيه ، ومنهم فيما وافقوا عليه ، وعليه في ذلك خطر عظيم ، ويدخل في الوعيد : «كلهم في النار ».

وقد يدخل النار بسبب هذه المخالفة ، وإن كانت مخالفة في مسألة واحدة في العقيدة ، لأن قوله صلى الله عليه وسلم: « كلهم في النار» ليس معناه : أنهم كلهم يكفرون ويخلّدون في النار ، وإنما يدخلون النـار بحسب مخالفتهم، لأن المخالفة قد تكون مخرجة من الملة ، وقد تكون غير مخرجة من الملة.




السؤال الخامس والعشرون : هل البيعة واجبة أم مستحبة أم مباحة ؟ وما منزلتها من الجماعة والسمع والطاعة ؟

الجواب : تجب البيعة لولي الأمر على السمع والطاعة عند تـنصيـبه إماما للمسلمين على الكتاب والسنة ؛ والذين يبايعون هم أهل الحل والعقد من العلماء والقادة . وغيرهم من بقية الرعية تَبَع لهم ، تـلزمهم الطاعة بمبايعة هؤلاء ، فلا تُطلب البيعة من كل أفراد الرعيّة ، لأن المسلمين جماعة واحدة ، ينوب عنهم قادتهم وعلماؤهم .هذا ما كان عليه السلف الصالح من هذه الأمة ، كما كانت البيعة لأبي بكر رضي الله عنه ولغيره من ولاة المسلمين .

وليست البيعة في الإسلام بالطريقة الفوضوية المسّماة بالانتخابات التي عليها دول الكفر ، ومن قلدهم من الدول العربية ، والتي تقوم على المساومة ، والدعايات الكاذبة ، وكثيرا ما يذهب ضحيتها نفوس بريئة . والبيعة على الطريقة الإسلامية يحصل بها الاجتماع والائتلاف ،ويتحقق بها الأمن والاستقرار ، دون مزايدات ومنافسات فوضوية، تكلّف الأمة مشقة وعنتا وسفك دماء وغير ذلك .

السؤال السادس والعشرون : ما حكم معصية ومخالفة ولاة الأمر فيما ليس بمحرّم ولا معصية ؟

الجواب : حكم مخالفة ومعصية ولاة أمور المسلمين فيما ليس بمحرّم ولا معصية ، أن ذلك محرّم ، شديد التحريم ؛ لأنه معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى :  أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم  وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «من يُطع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فـقد عصاني» ؛ ولما يترتب على معصية ولاة الأمور من شقّ العصا ، وتفريق الكلمة ، واختلاف الأمة ، وحدوث الفتن ، واختلال الأمن .

ومبايعة وليّ الأمر تقتضي طاعته بالمعروف ، ونزع اليد من طاعته يُعتبر خيانة للعهد ، وقد قال تعالى :  وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم  . والغدر بالعهد من صفات المنافقين .

السؤال السابع والعشرون : ما هي أسباب ووسائل الاجتماع ؟

الجواب : أسباب الاجتماع هي :

أولا : تصحيح العقيدة ، بحيث تكون سليمة من الشرك ، قال تعالى :  وإن هذه أمتكم أمّة واحدة وأنا ربكم فاتقون  ؛ لأن العقيدة الصحيحة هي التي تؤلف بين القلوب ، وتزيل الأحقاد ، بخلاف ما إذا تعددت العقائد ، وتنوعت المعبودات ، فإن أصحاب كل عقيدة يتحيزون لعقيدتهم ومعبوداتهم ، ويرون بطلان ما عليه غيرهم ، ولهذا قال تعالى :  أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار  ولهذا كان العرب في الجاهلية متـشتـتين ، مستضعفين في الأرض ، فلما دخلوا في الإسلام ، وصحت عقيدتهم ، اجتمعت كلمتهم ، وتوحدت دولتهم .

ثانيا : السمع والطاعة لولي أمر المسلمين ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : « أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن أُمّر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا... » الحديث . لأن معصية ولي الأمر سبب للاختلاف .

ثالثا : الرجوع إلى الكتاب والسنة لحسم النزاع ، وإنهاء الاختلاف ، قال تعالى :  فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا  فلا يرجع إلى آراء الرجال وعاداتهم .

رابعا : القيام بإصلاح ذات البين عندما يدبّ نزاع بين الأفراد أو بين القبائل ؛ قال تعالى :  فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم 

خامسا : قتال البغاة والخوارج ، الذين يريدون أن يفرقوا كلمة المسلمين ، إذا كانوا أهل شوكة وقوة تهدد المجتمع المسلم وتّفسد أمنه ، قال تعالى :  فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي  ؛ ولهذا قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه البُغاة والخوارج ، وعُدّ ذلك من أفضل مناقبه رضي الله عنه وأرضاه .

السؤال الثامن والعشرون : هل من الاجتماع إثارة وشحن الغل والحقد في قلوب العامة نحو ولاة الأمر ؟

الجواب : شحن الغل والحقد على ولاة الأمور في قلوب العامة هو من عمل المفسدين والنّمامين ، الذين يريدون إشاعة الفوضى ، وتفكيك المجتمع الإسلامي . وقد حاول المنافقون قديما مثل هذا عندما أرادوا أن يفصلوا المسلمين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفكّكوا المجتمع ، وقالوا :  لا تُـنـفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا . فمحاولة الفصل بين الراعي والرعية هي من عـمل المنافقين ، المفسدين في الأرض ، الذين  إذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

والناصح لأئمة المسلمين وعامتهم على العكس من ذلك ؛ فهو يسعى في تحبيب الرعاة إلى الرعية ، وتحبيب الرعيّة إلى الرعاة ، وجمع الكلمة ، وتجنب كل ما يُفضي إلى الخلاف .

السؤال التاسع والعشرون : ما حكم التمثيل المسمى ( الديني ) ، والأناشيد المسماة بـ ( الإسلامية ) ، التي يقوم بها بعض الشباب في المراكز الصيفية ؟

الجواب : التمثيل لا أراه جائزا ؛ لأنه :

أولا : فيه إلهاء للحاضرين ، لأنهم ينظرون إلى حركات الممثل ويضحكون . فالغالب من التمثيل مقصود به التسلية فقط وإلهاء الحاضرين . هذا من ناحية .

والناحية الثانية : أن الأشخاص الذين يُمَثَّلون قد يكونون من عظماء الإسلام ، وقد يكونون من الصحابة ، وهذا يُعتبر من التنقّص لهم ، شعرت أو لم تشعر ، فمثلا : طفل أو صبي ، أو إنسان على غير المظهر اللائق يمثّل عالما من علماء المسلمين أو صحابيا ..هذا لا يجوز ؛ لما فيه من تنقّص الشخصية الإسلامية بمظهر الممثل الفاسق ، أو المستهجن. فلو جاء أحد يمثلك بأن يمشي مشيك أو يتكلم مقلدا لك ، هل ترض بهذا ؟ أو تعد هذا من التـنـقص لك ؟ ، وإن كان الممثل يقصد بزعمه الخير ، لكن الأشخاص لا يرضون أن أحدا يتنقصهم .

ثالثا : وهو أخطر ، أن بعضهم يتـقمص شخصية كافرة ، كأبي جهل وفرعون وغيرهم ، ويتكلم بكلام الكفر ، بزعمه أنه يريد الردّ عليه ، أو يريد بيان كيف كانت الجاهلية ؛ فهذا تشبه بهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى التشبه بالمشركين والكفار ، تشبّه في تقمص الشخصية ، وتشبه بكلامهم .

وأيضا من المحاذير : أن هذه الطريقة في الدعوة ليست من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا من هدي سلفنا الصالح ، ولا من هدي المسلمين . هذه التمثيليات ما عُرفت إلا من الخارج - من الكفار- وتسرّبت إلينا باسم الدعوة إلى الإسلام ،واعتبارها من وسائل الدعوة غير صحيح ، وسائل الدعوة - ولله الحمد - توقيفية ، غنيّة عن هذه الطريقة . وكانت الدعوة ناجحة في مختلف العصور بدون هذه التمثيليات ولما جاءت هذه الطريقة ما زادت الناس شيئا ولا أثّرت شيئا ، مما يدل على أنها سلبية ، وأن ليس فيها فائدة ، وإنما فيها مضرّة .

وإن قال قائل : إن الملائكة تتمثل بصور الآدميين . فنقول : إن الملك يأتي في صورة آدمي ، لأن الإنسان لا يطيق النظر إلى الملك بصورته ، وهذا من مصلحة البشر لأن الملائكة لو جاءوا بصورتهم الحقيقية ما استطاع البشر أن يخاطبوهم ولا أن يكلموهم ولا أن ينظروا إليهم . والملائكة حينما تتمثل بصورة شخص لا تقصد التمثيل الذي يعنيه هؤلاء . الملائكة تتمثل بالبشر من أجل المصلحة ، لأن الملائكة لهم صور غير صور البشر . أما عند البشر فكيف تغير الصورة من إنسان إلى إنسان؟ ما الداعي إلى هذا ؟

السؤال الثلاثون : هل من كلمة توجهونها لطلبة العلم ؟

الجواب : نحثّ طلبة العلم على القيام بالنصيحة لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم ، كما أمرهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكما أخذ الله عليهم الميثاق بقوله تعالى :  وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبيّننّه للناس ولا تكتمونه  وأن يتبعوا في النصيحة والبيان منهج الكتاب والسنة ، وما عليه سلف الأمة .

وأن يحذروا منهج الخوارج والمعتزلة ، الذين يتّبعون في أسلوب النصيحة والبيان الخروج على أئمة المسلمين ، والتشهير ، والعنف ، والتـنفير ، قال صلى الله عليه وسلم : « يسّروا ولا تعسّروا ، وبشروا ولا تـُنفّروا» ، هذا ما نوصي به طلبة العلم ولا سيما الدعاة .

هذا وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .

المراجع :

مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري ...إعداد / د. عبد الله بن محمد الرفاعي .

فقه السياسة الشرعية في ضوء القرآن والسنة وأقول سلف الأمة .. فضيلة الشيخ خالد بن علي بن محمد العنبري – حفظه الله - .

الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة... من إجابات فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان . عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية .

جمعه وأعدّه :

أبو جويرية عفا الله عنه وغفر له ذنبه وستر له عيبه . آمين

1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://latifmoubarak.yoo7.com
 
من فتاوى السياسة الشرعية الإمام صالح بن فوزان الفوزان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر المصرى عبداللطيف مبارك :: منبر الإسلام :: منتدى منبر الإسلام-
انتقل الى: