الإسلام في المناهج الدراسية الغربية والأجنبية

الإسلام في
المناهج الدراسية الغربية والأجنبية










جاء في إصدار لمجلة المعرفة
التابعة لوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية عدد من البحوث التي
تناولت صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية حول العالم. وفيما يلي سوف
استعرض هذه الصورة في عدد من دول العالم ونبدأها من أمريكا: حيث يعتبر العرب أعدا
العلم ومثيرو الحروب وصورة الإنسان العربي المسلم هناك هي لبس (الغترة والعقال)
للرجال (والعباءة والحجاب) للمرأة ، وآبار النفط وسيارات الليموزين الطويلة
واللحية السوداء الضخمة والنظارات الشمسية السوداء. ويُنظر إلى الإسلام على انه لا
يقبل التسامح ويحظ على القتال وأنه من جمع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويضخمون
الترخيص بتعدد الزوجات والرق دون ذكر الحدود التي وضعها القرآن لذلك ، ويشيرون إلى
أن الإسلام انتشر بقوة السيف لا الاقتناع ويغفلون الإسهامات الإسلامية في الحضارة
الغربية، كما يتعمدون تشويه صورة المدارس الإسلامية لديهم فعلى سبيل المثال: نشرت
صحيفة لوس أنجلوس تايمز في 17 مارس 2002 م مقالاً يتحدث عن المدارس الإسلامية في
أمريكا متخذاً الأكاديمية السعودية الإسلامية نموذجاً، فذكر المقال أن المدارسة
تعلم طلابها معتقدات دينية ضد اليهود ومعادية لإسرائيل وذلك لأنها تعلق خرائط
للعالم ليس عليها دولة إسرائيل. كما انتقدت وسائل الإعلام الأمريكية السعودية
بأنها تمول عدداً كبيراً من المدارس الدينية التقليدية حول العالم، واتهمتها
بتصدير أفكار ومذاهب دينية متشددة، واتهمت مناهج التعليم لدينا بمعاداة غير
المسلمين والاهتمام بالمواد التعليمية الدينية على حساب بقية المواد.


وفي فرنسا: تصف كتب التاريخ
الفرنسية المسلمين بأنهم غزاة أو (قراصنة) وأن الحروب التي يخوضها المسلمون هي
بهدف نشر الدين الجديد (الإسلام)!! كما يُلاحظ في هذه الكتب وجود تماثل بين
المفردتين (عرب) و (مسلمين) وتَعتبر أن تجمع الدول العربية هي فقط لمجرد العداء
لإسرائيل، وتصور الإسلام كدين يسعى إلى تحقيق الفتوحات العسكرية.


وفي أسبانيا: كان ينظر إلى
الإسلام على انه الدين الذي ابتدعه محمد صلى الله عليه وسلم وانه يسمح بتعدد الزوجات
ويأمر بقتل غير المسلمين ويحرم الخمر والخنزير، وان الإسلام دين عنف وحرب وتسلط
وهو دين متأخر ويُعتبر خطراً على المسيحية وعلى قيمها الروحية. أما اليوم وفي
كتبهم الحديثة فهناك شيء من الإنصاف للإسلام والمسلمين، فتذكر أن رسالة محمد صلى
الله عليه وسلم تقوم على أساس انه نبي مرسل برسالة إلهية مكلف بإبلاغها إلى الناس
جميعاً وأن الإسلام يقوم على قواعد خمس: الشهادتان، الصلاة، الزكاة، صوم رمضان
والحج ومنهم من يضيف (الحرب المقدسة) كركن سادس من أركان الإسلام، لا بل انهم
يعتبرون أن الحرب المقدسة هي أهم ما يأمر به الإسلام وهي قتال كل من لا يسلم. كما
أن مناهجهم الدراسية لا زالت تؤكد على أن من خصائص الإسلام تعدد الزوجات وامتهان
المرأة وحقوقها.


أما في ألمانيا: فنجد أن بعض
الكتب الدينية تذكر أن كل مسلم مكلف بمقاتلة أعداء الإسلام، تبعاً لمبدأ الجهاد
حتى تكون كلمة الله هي العليا وحتى يمكن تحقيق الهدف السياسي المتمثل في جمع
المسلمين والعرب في دولة واحدة. وهناك معلومات ساذجة أخرى مثل أن من أهداف الحج هو
تقبيل الحجر الأسود وارتداء عمامة خضراء وحمل لقب حاج، وان المسلمين يصلون الجمعة
وقوفاً ويخلعون نعالهم بعد الوضوء وليس قبله لغسل الرجلين وأن بداية السنة الهجرية
تتزامن مع حلول شهر رمضان وان الحجاب دليل على التخلف وقمع المرأة وان للشيخ في
المجد مكانة لا تسمح لأحد أن يعترض على تفسيره للآيات القرآنية. وعلى الغم من وجود
هذه الصورة المشوهة للإسلام إلا أن هناك الكثير من المعلومات الدقيقة والتي تدعو
إلى احترام الإسلام والمسلمين وعدم التصديق بان المسلمين عدوا نيون وتحث التلاميذ
على زملائهم المسلمين وعدم اخذ صورة الإسلام من غير أهلها.


وفي الهند: ورد في كتاب التاريخ
للتعليم المتوسط (ص 290) أن الإسلام لم ينتشر في الهند لمبادئه القويمة الخلقية والقيم
الإلهية الإنسانية بل خوفاً من السيف وقهراً وظلماً. كما ورد في كتاب التاريخ للصف
الثانوي (ص 84) أن الدين الإسلامي من بدايته واجه في جزيرة العرب مقاومة عنيفة،
فاضطر إلى أن يتحول تدريجياً إلى دين عسكري، وان محمد صلى الله عليه وسلم لقي
اليهود والنصارى في رحلاته التجارية وتعلم منهم عقيدة التوحيد.


أما في البرازيل: فيوجد في
مناهجهم الدراسية صفحات تقدم معلومات خاصة عن الإسلام إلا أنها في غالبيتها مغلوطة
وغير صحيحة، وهم يركزون على قضايا المرأة وأنها تجبر على الزواج من قبل ولي أمرها
ويتحكم في مهرها.


وأخيرا في إسرائيل: يلاحظ تعمد
أغال التاريخ الإسلامي والعربي وخصوصاً في فلسطين، واعتبار العرب أصحاب الأرض
محتلين في قلب وطنهم فلسطين واعتبار الفتح الإسلامي احتلالاً وغزواً تاريخياً
للأرض التي تُعتبر في نظر اليهود ملكاً لهم. وفي مقرر للصف السابع الابتدائي جاء
فيه اعتبار أن الإسلام دين المحاربين وان اليهود قد اثروا في العرب، وان الأيمان
الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إنما كان استلهاماً من اليهود ووصف الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم بأنه الغارق في الأحلام والمقاتل والآمر اتباعه بنشر
الدين بقوة السلاح. ويزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم حاول أن يجتذب اليهود
إليه فأمر اتباعه أن يتوجهوا في صلاتهم إلى القدس، وان يصوموا يوم الغفران، وعندما
سخر منه اليهود وأدرك انهم بعيدون عنه، ألغى صوم يوم الغفران وعين صوماً آخر يستمر
شهراً ويدعى رمضان، كما غير القبلة من القدس إلى مكة.


الدكتور/
عبدالله ظافر آل عساف الشهري


أستاذ
المناهج وطرق التدريس المشارك


كلية
التربية- جامعة الملك سعود


E-mail [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]